فرج الله : أ - روي أن حاتم الصم قال لأولاده : إني أريد الحج فبكوا وقالوا : إلى من تكلنا(1) : ـ تكلنا : تتركنا ـ . وكان له بنت فقالت : دعوه يذهب فليس برازق فخرج فباتوا جياعاً فجعلوا يوبخون تلك البنت فقالت : اللهم لا تخجلني بينهم فمر بهم أمير البلد فقال لبعض أصحابه : اطلب لي ماء فناوله أهل حاتم كوزاً جديداً وماء بارداً فشرب فقال : دار من هذه فقالوا : دار حاتم الأصم فرمى فيها منطقة من ذهب وقال : من أحبني وافقني فرمى العسكر ما معهم من المال في هذا الإناء فجعلت البنت تبكي فقالت أمها : ما يبكيك وقد وسع الله علينا . فقالت : لأن مخلوقاً نظر إلينا فاغتنينا فكيف لو نظر الخالق إلينا ؟. ب – قال ابن عباد الصيرفي البغدادي : بينما أنا نائم إذ قيل لي في المنام : يا عباد قم فأغث الملهوف . فقلت : وأين هو ؟ فقيل لي : اركب دابتك فهو حيثما وقفت . قال : فانتبهت من نومي وركبت دابتي وجعلت أتخلل أزقة بغداد حتى انتهت إلى مسجد فوقفت الدابة ونزلت عنها ودخلت المسجد فإذا برجل مستقبل القبلة فسلمت عليه وقلت : ما قضيتك ؟ قال : إني رجل ذو عيال ولم يكن عندهم الليلة شيء فجلست هاهنا وطلبت من الله الفرج قال : فأعطيته مائة دينار وقلت له : أنا ابن عباد الصيرفي فإذا احتجت إلى شيء فائتني . فقال : سبحان الله أترك الذي أقامك من فراشك وأتى بك إلي في ظلمة الليل وأذهب إلى غيره . فودعته وانصرفت .