ورع أبي حنيفة : - قال يزيد بن هارون ما رأيت أورع من أبي حنيفة رأيته جالساً يوماً في الشمس عند باب إنسان . فقلت له : يا أبا حنيفة لو تحولت إلى الظل . فقال لي : على صاحب هذه الدار دراهم ولا أحب أن أجلس في ظل فناء داره فأي ورع أكثر من هذا ؟ وفي رواية إنه سئل لم امتنع عن الوقوف في الظل . فقال أبو حنيفة لي : عند صاحب هذه
الدار شيء فكرهت أن استظل بظل حائطه فيكون ذلك أجر منفعة . وما أرى ذلك على الناس واجباً ولكن العالم يحتاج أن يأخذ لنفسه من علمه بأكثر مما يدعو الخلق إليه . – كما ترك أبو حنيفة رحمه الله أكل لحم الغنم سبع سنوات لما فقدت شاة في الكوفة إلى أن علم بموتها لأنه سأل أكثر ما تعيش الشاة . فقيل له : سبع سنين . فترك أكل لحمهما سبع سنين تورعاً منه لاحتمال أن تبقى تلك الشاة الحرام فيصادف أكل شيء منها فيظلم قلبه . وإن انتفى الإثم للجهل بعين الحرام .